السبت، 18 يونيو 2016

علاج إدمان الكحول ادر اشراق

                                                            Www.dareshraq.com
لا تزال طبيعة إدمان الكحول أو الكحولية alcoholismمحل جدل، فالكحولية ظاهرة مرضية معقدة تمس الجانب الاجتماعي والنفسي والجسمي للإنسان. وعلى الرغم من أن هناك معرفة جيدة ومتعددة لبعض الظواهر المصاحبة للكحولية، إلا أنه لا يوجد هناك نظرية علمية مثبته ومؤكدة عن الأسباب المؤدية إلى الكحولية، بل العديد من وجهات النظر المتناحرة فيما بينها، والتي تحاول أن تعطي مفهوماً أعمق للكحولية، والنتيجة الحتمية لذلك هي الاختلاف في الرأي بين المتخصصين في معالجة إدمان الكحول حول الأسباب المؤدية للكحولية والطريقة المثلى لعلاجها .
ويشكل تعريف الكحولية alcoholism مشكلة بالنسبة للمتخصصين في حقل إدمان الكحول. فقد اختلفوا في ذلك وكل فسره على حسب اختصاصه الضيق. وما يزيد الأمر تعقيداً هو أن تأثير مادة الكحول على الإنسان سواءً من الناحية الجسمية أو النفسية أو الاجتماعية تختلف باختلاف الأشخاص أنفسهم بل قد يختلف عند الشخص ذاته من موقف إلى أخر. ويتوقف هذا الاختلاف على عوامل متعددة منها شخصيه الفرد واتجاهه نحو شرب الكحول وحجم جسمه وحالته الجسمية والنفسية ووقت وطول فترة شربه . وعلى الرغم من عدم وجود تعريف للكحولية يحظى بقبول جميع المتخصصين، تتفق معظم التعريفات على أن الكحولية هي تكرار تعاطي الكحول مع فقدان القدرة على التحكم بكمية الكحولالمتعاطاة أو على المناسبة التي يتم فيها تعاطي الكحول مما يسبب مخاطر صحية للمدمن.
وتعد الكحولية من الأمراض التي لا ترتبط بعمر معين أو بجنس معين. فمدمني الكحول يأتون من جميع الفئات العمرية ومن مختلف الطبقات الاجتماعية ومن مختلف المستويات الاقتصادية كما أنهم يأتون من جميع الأجناس ومن مستويات تعليمية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك فإن مدمني الكحول لم يصبحوا مدمنين بنفس الطريقة، فبعضهم قد أصبح مدمناً بعد سنوات طويلة من الشرب والبعض الآخر منهم أصبح مدمناً بعد فترة وجيزة، نسبياً، من الشرب. كما أن الطريقة التي يشرب بها الأفراد الكحول تختلف من فرد إلى أخر، فمنهم من يشرب كميات كبيرة دفعة واحدة، ومنهم من يشرب كميات كبيرة على فترات أطول ومنهم من يشرب كميات قلية نسبياً. وتختلف كذلك الأسباب التي يشرب الأفراد من أجلها الكحول، فمنهم من يشرب الكحول ليخفف من توتره في مواقف معينة، ومنهم من يشرب الكحول ليتحاشى الأعراض الإنسحابية، ومنهم من يشرب مجاملة للآخرين، ومنهم من يشرب لكي يسكر، ومنهممن يشرب لكي ينسى .
لذا فإنه من غير المنطقي ضم كل هذه الفئات المتباينة والتي قد لا يجمعهم من صفات إلا تعاطيهم للكحول أو الإدمان عليها في إطار نظري موحد ومحاولة تفسيره في نظرية وحيدة. بل أن البعض قد ذهب إلى أن الكحولية مثلها مثل السرطان الذي يحوي أنواعاً متعددة تختلف فيما بينها اختلافاً كبيراً ولكن تندرج كلها تحت مسمى السرطان. لذا فإنه من الأفضل إطلاق لفظ أو مصطلح الكحوليات عليها كمجموعة من الأمراض بدلا من الكحولية.
والجدير بالذكر أنالدراسات والنظريات التي حاولت شرح وتفسير الكحولية بصفتها كياناً واحدا قد ووجهت بالنقد المدعم بنتائج دراسات ميدانية. لذا فإن معظم الدراسات الحديثة في حقل إدمان الكحول تنطوي على طريقة أو أخرى من طرق التصنيف. ويمكن تقسيم التصنيف فيما يتعلق بمدمني الكحول إلى نوعين وذلك تبعاً للطريقة المستخدمة في التصنيف. أولها: تصنيف يعتمد على دراسة مدمني الكحول ومحاولة التعرف على خصائصهم وصفاتهم وطريقة تعاطيهم للكحول، وثانيها: تصنيف يهدف إلى الوصول إلى طريقة تساعد على التنبؤ بالإدمان قبل حدوثه أساساً بحيث يمكن تصميم وتنفيذ برامج وقائية للأفراد الذين تشير الاحتمالات المستقبلية إلى أنهم قد يصبحوا مدمني الكحول.
وعلى الرغم من اختلف نوعى التصنيف إلا أن الخط الفاصل بينهما رفيع جدا. فالنوع الأول هو أساس للثاني. فالتصنيف الذي يهدف إلى الوصول إلى نموذج يتم عن طريقة التنبؤ بالإدمان يقوم أساساً على دراسة خصائص مدمني الكحول الحاليين والوصول إلى خصائص وسمات معينة. ومن ثم مقارنة تلك الخصائص بخصائص أولئك الذين يتعاطون الكحول من غير المدمنين، بحيث يعتبر من تتواجد فيه خصائص المدمنين من المتعاطين هو أكثر عرضة من غيره للإدمان.